كيف نجحت جورجيا في الحد من انتشار فيروس كورونا ؟
تعرف على أسرار واستراتيجيات الحكومة الجورجية في مواجهة فيروس كورونا
لو سألت أحدكم ” أين تفضل العيش حين تحدث أزمة وبائية خطيرة في العالم ؟ وسوف أخيرّك بين جورجيا والمانيا
ماذا ستختار ؟
لو كأن الجواب لي لأخترت المانيا دون شك ولكن الواقع اليوم يجعلني سعيداً بوجودي هنا في جورجيا وليس في المانيا ! او هولندا مثلا الدولة التي انتشر فيها الوباء مزامنة مع جورجيا !
مالذي يجعل جورجيا تحتوي وباءاً خطيراً مثل كورونا في حين سقطت اوربا الغربية في مستقنع من الوباء القاتل ؟ تلك الدول الثرية المعززة بموارد اقتصادية هائلة جداً وبنى تحتية مبهرة فضلا عن الأنطمة الصحية عالية الجودة وكوادر طبية محترفة وتقنية متقدمة!
أن واقع أستجابة البلدين في مكافحة فيروس كورونا يثبت أن الثراء لا يضمن سياسة فعالة عند الازمات بل على العكس فأن السوق والشركات تحاول الحفاظ على الإنتاجية والنمو مما يجبر الحكومات على إتخاذ تدابير وقائية غير كافية وبطيئة لإحتواء الأزمة , بيما جورجيا أتخذت تدابير وقائية إستباقية للحد من انتشار الفيروس القاتل.
وكانت حزمة الإجراءات كالتالي
- ايقاف الرحلات في البلدان التي ينتشر فيها الفيروس وحجر القادمين صحياً لمدة أسبوعين
- الحجر الصحي الصارم ، الذي يتم تطبيقه في بلديتي مارنولي وبولنيسي اما في انحاء جورجيا فتم تقييد الحركة وإيقاف جزئي للأعمال والأنشطة التجارية وإعطاء الحرية للإسواق التي تحتوي على المواد الغذائية واللوجستية والخدمات المختلفة ، ومشاريع البنية التحتية ، والبناء والعديد من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.
- تتبع الحكومة في عملياتها على التعليمات والقواعد التي يمليها علماء الأوبئة.
- يعمل الفريق الاقتصادي الجورجي على خطة اقتصادية لتمكين الحكومة من تقديم أكبر قدر ممكن من المساعدة للمواطنين الذين فقدوا مصادر دخلهم بسبب حالة الطوارئ وكذلك لدعم الشركات الجورجية في التغلب على الأزمة التي سببها انتشار فيروس كورونا كوفيد 9
- يتعاون الفريق الاقتصادي للحكومة مع المؤسسات المالية الدولية الكبرى لتطوير حزمات دعم أخرى للاقتصاد لتوفير موارد مادية إضافية.
- توقف نشاط الكافتيريات ومطاعم الوجبات السريعة والمطاعم العامة وتقييد مواصلة أنشتطهم عبر تقديم خدمة توصيل الطعام الى المنازل.
- قيام البنك الوطني الجورجي بضخ ملايين الدولارات للحد من هبوط اللاري الجورجي ( العملة المحلية) بسبب فيروس كورونا.
- الوعي الصحي العالي عند المواطن الجورجي وإلتزامهم بالتعليمات ادى الى تحجيم إنشار المرض.
الى هذه اللحظة من كتابتي للمقال أعداد المصابين في جورجيا لا تتعدى العشرات وهنالك عدد بسيط من حالات الشفاء ولا توجد حالات وفاة الى الآن بينما نجد ان اليوم ان عدد الاصابات في المانيا تعدى الثلاثين الف وسجلت فقط اليوم عدد 34 حالة وفاة ومجموع 157 وفاة . نهايك عن أيطاليا وهولندا واسبانيا وفرنسا وبقية أوربا الغربية .
كل إمنياتي أحبتي متابعين صفحتنا أن تكونوا بخير وسلامة بعيداً عن كورونا وشرورها , على أمل أن نراكم قريباً في جورجياً للإحتفال سوياً بعيد الفطر المبارك.